على مدى العقد الماضي، أصبح تحدي الإتصالية أشد تعقيدًا وإلحاحا. ولم تعد قدرة الدخول على الإنترنت كافية. بل غدا الإتصال ضرورة جديدة. ولم يزل ذلك تحديا كبيرا أمام أقل البلدان نموا. فالمؤشرات التي تظهر أن الفجوة الرقمية بين أقل البلدان نمواً وبقية العالم تضيق هي مؤشرات قليلة إذ لم تكن غائبة. وبات الخطر جليا. ففي حين تتزايد براعة العالم في الاستفادة من الإنترنت.
لذالك في تشرين الثاني/نوفمبر 2005، دعت القمة العالمية لمجتمع المعلومات الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى إعلان 17 مايو يوماً عالمياً لمجتمع المعلومات من أجل تسليط الضوء على أهمية تكنولوجيا المعلومات والإتصالات ومجموعة القضايا المتعددة المتعلقة بمجتمع المعلومات التي أثارتها القمة العالمية. ومن ثم، اعتمدت الجمعية العامة قراراً (A/RES/60/252) في آذار/مارس 2006 قررت فيه الإحتفال باليوم العالمي لمجتمع المعلومات في 17 مايو من كل عام و قرر مؤتمر المندوبين المفوضين للإتحاد في أنطاكيا، تركيا، الإحتفال بالمناسبتين معاً في يوم واحد هو اليوم العالمي للإتصالات ومجتمع المعلومات في 17 أيار/مايو من كل عام. ويدعو المؤتمر في قراره 68 المحدَّث الدول الأعضاء وأعضاء القطاعات إلى الإحتفال سنوياً بهذا اليوم من خلال تنظيم برامج وطنية ملائمة ترمي إلى:
*الحث على البحث وتبادل الأفكار بشأن الموضوع الذي يعتمده المجلس.
*إقامة الحوار بشأن مختلف جوانب هذا الموضوع مع جميع الشركاء المعنيين في المجتمع.
*إعداد تقرير يبين ما جرى من مناقشات على الصعيد الوطني بشأن المسائل المتعلقة بهذا الموضوع وإرسال التقرير إلى الإتحاد وسائر أعضائه.
علاقة الإتحاد الدولي للإتصالات باليوم العالمي للإتصالات ومجتمع المعلومات
أما عن الإتحاد الدولي للإتصالات؛ فكان يُسمى في البداية بالإتحاد الدولي للتلغراف، وهو عبارة عن وكالة تتبع الأمم المتحدة، تمثلت مهامها في البداية في ربط الشبكات التلغرافية بين الدول، ونظرًا لزيادة مسؤولياته عن الراديو والهاتف؛ جرى تغيير اسمه في عام 1934، ليصبح الإتحاد الدولي للإتصالات، وفي عام 1947 تم الإتفاق على عودة تبعيته إلى منظمة الأمم المتحدة.
ويقع مقر الإتحاد الدولي للإتصالات في المدينة السويسرية جنيف، ويبلغ عدد الدول الأعضاء فيه 193 دولة، إلى جانب ما يقرب من 900 منظمة وشركة وجامعة دولية وإقليمية، وتتمثل مهام الإتحاد في تنظيم كل ما يتعلق بتكنولوجيا المعلومات والإتصالات، عبر وضع المعايير التقنية، والسماح لجميع المجتمعات المحلية بالوصول إلى تكنولوجيا المعلومات والإتصالات، فضلًا عن وظائف الإتحاد في التقنيات اللاسلكية وشبكات الجيل التالي، الأمر الذي يستفيد منه العالم أجمع في إجراء مكالمات هاتفية عبر الهواتف المحمولة، واستخدام الإنترنت، والبريد الإلكتروني.
أهمية الإتصالات ومجتمع المعلومات:
وبعد أن تم الإعتماد على تكنولوجيا المعلومات والإتصالات في شتى المجالات منذ سنوات طويلة؛ ازداد الإعتقاد بمدى أهمية تلك التقنية في مواجهة التحديات التي يواجهها العالم في العصر الرقمي، الأمر الذي جعل من التعاون العالمي ضروريًا، لتقليص الفجوة الرقمية بين الدول النامية وبقية دول العالم، وبالتالي يصبح الوصول إلى التكنولوجيا الجديدة والإتصال أمرًا سهلًا.
وعلى الرغم من أن سكان الدول النامية لا تزيد نسبتهم بالنسبة لسكان العالم عن 14%؛ إلا أن الغالبية العظمى منهم لا يزالون بعيدين كل البُعد عن استخدام الإنترنت، فقد بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في تلك البلدان في عام 2022 نحو 407 ملايين شخص، أي بنسبة 36% فقط من السكان.
ولذلك، كان من ضمن أهداف الإحتفال باليوم العالمي للإتصالات ومجتمع المعلومات، هو إتاحة الفرصة للبلدان النامية باستخدام تلك التقنية، وهو ما جعل الإتحاد الدولي للإتصالات يطالب القطاعين العام والخاص بتقديم تعهدات من أجل التحول الرقمي في تلك البلدان.
لماذا اليوم العالمي للإتصالات ومجتمع المعلومات؟
في العام الماضي 2022، احتفل الإتحاد الدولي للإتصالات بذكرى هذا اليوم في مقره بجنيف، وكان موضوع الإحتفال عن أهمية استخدام كبار السِن لتكنولوجيا الإتصالات السلكية واللاسلكية والإتصالات المعلوماتية، ليصبحوا متواصلين وبصحة أفضل.
ففي كل عام، يدعو الإتحاد الدولي للإتصالات جميع الأفراد والمنظمات، بالاحتفال باليوم العالمي للإتصالات ومجتمع المعلومات.
ونحن أيضًا ندعوك للإحتفال بهذا اليوم بأكثر من طريقة؛ فيمكنك التعرف على الأشخاص الذين أثروا على صناعة الإتصالات والتكنولوجيا، وأحدثوا بها فارقًا كبيرًا على مر التاريخ، ومشاركة ما قرأت على حساباتك بمواقع التواصل الإجتماعي أو مدونتك، لإبراز ما قاموا به ومدى أهميته، ومن هؤلاء الأشخاص، نرشح لك أن تقرأ عن الأمريكية ذات الأصل الأفريقي شيرلي آن جاكسون، وهي الأولى في بلدها التي نالت درجة الدكتوراه من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
ويمكنك أيضًا الأحتفال بهذا اليوم من خلال تقديرك لمختلف التقنيات التي أفادتك في حياتك الإجتماعية والمهنية، وجعلتها أسهل، وعلى سبيل المثال، ننصحك بالتواصل مع أحد أصدقائك على Skype، والتحدث معه كأنه جالسًا معك في نفس المكان، فذلك يشعرك بمدى الأستفادة القصوى التي حصلت عليها من التكنولوجيا والإتصالات.
وهذا ايضا ما ساهم في مساعدة الكثير من المؤسسات و الشركات سواء الحكومية او الخاصة بسبب ما حدث في عالم الأتصالات في الوصول الي الكثير من العملاء و اسهداف فئة أكبر بسبب الأنترنت حيث ان في وقت ذروة كورونا قد توقفت الكثير من الأماكن عن العمل بسبب الوباء المنتشر و هنا ظهرت ضرورة العملية الأتصالية ومجتمع المعلومات .
أهمية الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات
هل سألت نفسك يومًا، ماذا سيكون شكل حياتك وكيف سيكون العالم إذا خلا من وسائل الإتصال؟ خاصة بعدما أصبح عملك وتواصلك مع الآخرين يعتمدا عليها بشكل أساسي، قبل أن تبادر بالإجابة، سنشرح لك بالتفصيل ما حققته الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات منذ ظهورها وحتى يومنا هذا
1- زيادة إنتاجية الشركات واستجابتها لمتطلبات مستهلكيها
ساهمت الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات في زيادة إنتاجية الشركات واستجابتها لمتطلبات مستهلكيها، إذ سرعت من وتيرة المهام التجارية وأبرزها البحث والتطوير والإنشاء والإنتاج والتسويق والمراجعة، الأمر الذي عزز من اقتصاديات مختلف الكيانات.
2- سهولة التواصل عن بُعد:
بفضل تكنولوجيا المعلومات، أصبح بإمكان الشركات والمؤسسات إقامة مؤتمرات عن بُعد عبر تقنية الفيديو، مثل Zoom أو Skype، وهو ما ساعد على تقليل تكاليف السفر والإقامة لإستقبال العملاء في الموقع
في الوقت الحالي، أصبح أسهل ما يقوم به الإنسان هو التواصل مع الآخرين مهما زادت المسافة التي تفصله عنهم، فابتكار طرق جديدة ورائعة لتواصل العالم مع بعضه البعض، جعل الكثير يدرك المعنى الحقيقي لمقولة أن العالم أصبح قرية صغيرة، فإرسال الرسائل واستقبالها، بات لا يستغرق سوى بضعة ثوانِ.
أصبح التواصل بين الموظفين سواء كانوا في مكان عمل واحد، أو في أماكن مختلفة، يتم بشكل أسرع وأسهل، فالرسائل التي يتبادلونها عبر البريد الإلكتروني أو أيًا من تطبيقات التواصل الإجتماعي، جعلتهم في حالة تواصل مستمرة وسريعة.
3- سهولة الوصول للمعلومات
إذا كان الموظف خارج مكان عمله، يكفيه الدخول على الإنترنت عبر هاتفه للوصول إلى أي معلومة يحتاج إليها في العمل، دون الحاجة للجلوس أمام جهاز الكمبيوتر للحصول على تلك المعلومة.
ساعدت الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات على تخزين البيانات بشكل إلكتروني، وبالتالي بات الوصول إليها أو نقلها أمرًا سهلًا.
لم يعد الوصول إلى أي معلومة في أي مجال أمرًا صعبًا مثلما كان سابقًا، فتكنولوجيا المعلومات وفرت العديد من الطرق الموثوقة والسريعة والفعالة في العثور على المعلومات وتبادلها.
4- الحفاظ على سرية المعلومات:
الحفاظ على سرية المعلومات وتخزينها في مكان آمن، هو من أهم ما وفرته تكنولوجيا المعلومات للأفراد والكيانات، فبفضل تلك التقنية، أصبحت الكثير من المعلومات الهامة مشفرة، وبالتالي فهي بمعزل عن القراصنة، وكل من يرغب في الإستيلاء عليها.
5- تقليل مشاعر الاغتراب
لعبت تكنولوجيا المعلومات دورًا فعالًا في تقليل مشاعر الأغتراب لمن أضطرته الظروف لترك بلده بغرض الدراسة أو العمل، فامتلاك هاتف ذكي، كافيًا للتواصل مع الأهل ورؤيتهم في أي وقت وبكل سهولة.
6- خلق فرص عمل جديدة:
خلقت الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات الملايين من فرص العمل لجميع سكان دول العالم، فالتجارة الإلكترونية والعمل عن بُعد، هي نماذج حقيقية لهذه الفائدة، علاوة على فرص العمل التي تعلن عنها مختلف الجهات عبر المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى المواقع التي تتيح لمن يبحثوا عن عمل عرض السير الذاتية الخاصة بهم، لسهولة الوصول إليهم من قِبل أصحاب الأعمال.
7- تحسين العملية التعليمية:
أتاحت المواقع الإلكترونية، للطلبة إمكانية الوصول إلى المعلومات المتعلقة بالدراسة، والتي يرغبون في الحصول عليها بكل سهولة، وهو ما حسّن كثيرًا من العملية التعليمية لمختلف الصفوف الدراسية.
أنتجت الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات العديد من الوسائل التي تمكن المعلمون من تعليم الطلبة عن بُعد، والتواصل معهم بشكل فعال.
8- تقليل التكلفة مقابل القيمة:
من أبرز المكاسب التي حققها كل من أستفاد من اتصالات تكنولوجيا المعلومات، قلة تكلفة تلك التقنيات، مقارنة بالفوائد الكثيرة التي تمنحها لمستخدميها.
قدمنا لكم أبرز المعلومات عن اليوم العالمي للإتصالات ومجتمع المعلومات، وكيفية الإحتفال به، وأهمية الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مختلف المجالات.
**وفي نهاية الأمر يُعد الإحتفال بـ اليوم العالمي للإتصالات ومجتمع المعلومات، إحدى الوسائل التي لجأ إليها الإتحاد الدولي للإتصالات والواقع تحت مظلة الأمم المتحدة، من أجل تذكير العالم بالفوائد الجمة التي نالها نتيجة أستخدام الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات، تلك التقنيات التي أحدثت ثورة هائلة في مختلف المجالات على مستوى العالم…