المقدمة :
التدخين عادة سيئة جدًا يجب التخلص منها، وتكثيف الحديث عن مساوئها في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، وأن يتم التركيز على جميع مخاطر هذه العادة من جميع النواحي، وفرض الضرائب على الشركات المنتجة للتبغ كي تُخفف من إنتاجها، وعدم تناسي دور الإعلام الفاعل في تسليط الضوء على الكوارث التي يُسببها التدخين في تراجع اقتصاد العالم؛ بسبب الضغط على المرافق الصحية.
للتدخين أشكالٌ عدة لا تنحصر في السجائر فقط، فقد يُدخن الشخص الأرجيلة أو الشيشة التي تحمل خطرًا مضاعفًا، ولهذا يُحذر الأطباء من التدخين لاحتوائه على الكثير من المواد السامة كالقطران والفحم الأسود وأوّل أكسيد الكربون وغيرها، ولا ينحصر خطر التدخين على المدخن فقط، بل يمتدّ إلى الأشخاص المجاورين له الذين يعدون مدخنين سلبيين؛ لأنّهم يستنشقون الدخان، مما يُؤثر على صحتهم كثيرًا. بغض النظر عن أضرار التدخين الصحية والنفسية، وكيف أنه يجعل الشخص أسيرًا للسيجارة والنيكوتين، فهو يُشكل أيضًا عبئًا ماديًا على الشخص المدخن الذي يجد نفسه مضطرًا لشراء السجائر باستمرار، وهذا بدوره يجعله يصرف نقوده في شيءٍ لا فائدة منه، ويُسبب أذى لعائلته؛ لأنّه يجري خلف متعته في ممارسة التدخين مقابل أن ينقص مصروف أبنائه وعائلته. لذلك يكون علاج هذه الآفة الخطيرة بالإرادة أولًا، ولا ضير في استشارة الطبيب، وعلى المقربين دعم الشخص المدخن نفسيًا للإقلاع عنه، وتشجيعه على إشغال نفسه بما هو مفيد، مثل:
ممارسة التمارين الرياضية، وعليه يجب على كل شخص تقديم النصيحة لكل مدخن من خلال الحديث معه عن سلبياته في المستقبل وخطورته على الصحة والحياة.
و في اليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ، الذي يحتفل به يوم الجمعة 31 مايو/أيار، سلط الدكتور فيناياك براساد من إدارة الوقاية من الأمراض غير السارية بالمنظمة، الضوء على الأضرار التي يسببها التبغ لرئتي المدخنين وغير المدخنين على حد سواء. إذ تنجم 3.3 مليون حالة وفاة مرتبطة بالتبغ عن أمراض الرئة، مثل السرطان وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة والسل، بما يفوق 40% من مجموع الحالات.
وقال الدكتور براساد للصحفيين في جنيف:
“من بين 3.3 مليون شخص، هناك نحو نصف مليون ممن يتعرضون للتدخين غير المباشر ويموتون منه. بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، يموت 60 ألف طفل كل عام بسبب التدخين السلبي”.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن مئات السموم الموجودة في التدخين تبدأ في إتلاف الرئتين، لأنه عندما يتم استنشاق الدخان، تتوقف التقنيات التي تنقي الهواء الذي نستنشقه من المخاط والأوساخ، مما يسمح للسموم الموجودة في دخان التبغ بالوصول إلى الرئتين بسهولة أكبر.
وتقول المنظمة إن ذلك يؤدي إلى تقلص وظائف الرئة وضيق التنفس بسبب تضخم الشعب الهوائية وتراكم المخاط، مضيفة أن هذه الأعراض الأولية هي “مجرد جزء من الضرر” الذي يحدثه التبغ للرئتين.
وعلى الرغم من أن تعاطي التبغ قد انخفض عالميا في العقود الأخيرة، من 27% عام 2000، إلى 20% عام 2016، أصرت الوكالة الأممية المعنية بالصحة على أن الحكومات “متأخرة” في الوفاء بالتزاماتها تجاه الحد من استخدام التبغ بنسبة 30% بحلول عام 2025. ولمواجهة ذلك، دعت إلى التنفيذ السريع لاتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، التي تقدم المشورة العملية حول كيفية تنفيذ تدابير مكافحة التبغ لتغطي جميع القطاعات الحكومية.
وتبرز الاتفاقية الحاجة إلى مزيد من استراتيجيات التوعية العامة، مثل إنشاء أماكن عامة داخلية وأماكن العمل ووسائل النقل العام بحيث تكون خاليه منه إلى جانب حظر الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته، وزيادة الضرائب على منتجات التبغ بشكل كبير، بالإضافة إلى تثبيت تحذيرات صحية مصورة وكبيرة الحجم على جميع عبوات التبغ.
وبالتوازي مع هذه الأنشطة، كررت منظمة الصحة العالمية نصيحتها بأنه “لم يفت الأوان بعد للإقلاع عن التدخين، حيث تتحسن وظائف الرئة في غضون أسبوعين من التوقف عن استهلاك التبغ”.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن “الإقلاع عن استخدام التبغ له القدرة على عكس بعض الأضرار التي لحقت بالرئتين، وليس كلها. ولذا فالإقلاع عن التدخين في أسرع وقت ممكن ضروري لمنع ظهور أمراض الرئة المزمنة، وهو أمر لا رجعة فيه بمجرد تطوره”.
ومن أجل مساعدة الأشخاص الذين يرغبون في الإقلاع عن التدخين، أوصت المنظمة كذلك بتنفيذ خدمة مجانية للإقلاع عن طريق الهاتف توفر الاستشارة السلوكية للمتصلين، مما يساعد في زيادة معدلات الإقلاع بنسبة 4%. وقد أثبتت تطبيقات الهواتف المحمولة للأشخاص الذين يرغبون في الإقلاع عن التدخين نجاحها أيضا.
وتشير المنظمة إلى أن هذه البرامج تساعد مستخدمي التبغ على الإقلاع عن التدخين وتتسم بالكفاءة والفعالية من حيث التكلفة، مستدلة بما حققته هذه البرامج في الهند، حيث بلغ معدلا الإقلاع عن التدخين 19% بعد أربعة إلى ستة أشهر، مقارنة بمعدل الإقلاع الأساسي الذي يبلغ 5%.
كيف تتوقف عنه؟
إذا كنت مدخناً وتريد الإقلاع عن التدخين، فلديك الكثير من الخطوات التي يمكنك البدء بها، وهناك الكثير من المناهج التي يمكنك الاطلاع عليها، فقد يجد البعض أن ترك التدخين بالتدريج هو الطريقة المثلى، بينما قد يكون الالتحاق بمجموعات الدعم هو الخيار الأفضل للبعض الآخر. عند الإقلاع عن التدخين، اعلم أن الأيام القليلة الأولى هي الأصعب. لذلك لا تستسلم. يجد بعض الناس أن لديهم القليل من الانتكاسات قبل أن يتمكنوا من الإقلاع عن التدخين نهائيًا، ولكن يمنحك البقاء بعيدًا عن التدخين مزيدًا من الطاقة، ومظهرًا أفضل، كما سيتوفر في جيبك مزيداً من الأموال، وعلى المدى الطويل، المزيد من الحياة لعيش حياة أكثر صحة وهدوءاً
نصائح للتوقف عن التدخين :
في الآتي مجموعة النصائح التي قد تأخذ بيدك للتوقف عنه:
– شتت نفسك، يمكنك تشغيل التلفزيون أو الاتصال بصديق، لا يهم هذا النشاط طالما أنه يبعد ذهنك عن التدخين.
– ذكر نفسك لماذا تركت، ركز دوماً على الأسباب التي من أجلها تريد ترك التدخين، بما في ذلك الفوائد الصحية، مثل تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب وسرطان الرئة، وتحسين المظهر، وتوفير المال، وتعزيز احترام الذات.
– ابتعد عن الأماكن والظروف التي تزيد رغبتك في التدخين، كن على يقين بأنّ ذلك سيحدث فرقًا كبيرًا.
-كافئ نفسك، كلما انتصرت على نفسك، امنح نفسك مكافأة لتحافظ على حافزك.
-ابحث عن بديل، جرب النعناع أو الجزر أو العلكة أو بذور عباد الشمس.
-حافظ على يديك مشغولة، تعد كرات الضغط أو أقلام الرصاص أو مشابك الورق بدائل جيدة.
-نظف أسنانك بالفرشاة، يمكن أن يساعد ذلك في إبعاد الرغبة الشديدة في تدخين السجائر.
– اشرب الماء، اشرب كوبًا كبيرًا من الماء ببطء، ذلك لن يساعد فقط على التخلص من الرغبة الشديدة، ولكن البقاء رطبًا يساعد في تقليل أعراض انسحاب النيكوتين.
– كن نشيطًا، يمكنك الذهاب في نزهة على الأقدام أو القيام ببعض تمارين القفز أو تمرين الضغط أو تجربة بعض تمارين اليوجا أو الركض حول البيت.
– حاول الاسترخاء، افعل شيئًا يهدئك، مثل أخذ حمام دافئ أو التأمل أو قراءة كتاب أو ممارسة تمارين التنفس العميق.
-اذهب إلى مكان لا يُسمح فيه بالتدخين، ادخل إلى مبنى عام أو متجر أو مركز تجاري أو مقهى أو دار سينما، على سبيل المثال.
الخاتمة:
الحياة أجمل بتمام الصحة والعافية، وهو عدو مباشر لذلك، فلا أحد يرغب بأن تكون حياته في المستشفيات وبين الأطباء، بل يرغب بأن يستمر بقوته، ويستمتع بحاضره ومستقبله بين عائلته، ولا يكون السبب في إحزانهم وتدمير سعادته وسعادتهم؛ولأن مش كربونة تسعي دائما للحفاظ علي صحة عملائها قد وفرت لكم حقيبة عن الصحة والإبتعاد عن التدخين علي الويب سايت الخاص بنا ….