تشير الأبحاث التي أجريت في السنوات القليلة الماضية إلى أن اكتساب مهارات حل المشاكل تعد أمرًا بالغ الأهمية لنجاح الأعمال، حتى أن العديد من أصحاب الأعمال صاروا يبحثون عنها قبل المهارات التقنية.
وفقًا لتقرير مستقبل الوظائف الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، يُعتقد بأن أهمية مهارات حل المشاكل ستزداد خلال السنوات المقبلة. وهذا بالتالي يعني ضرورة التركيز على صقل تلك المهارات لديك ونحن هنا اليوم لمساعدتك في تلك المهمة. فهيا بنا
تساعدك مهارات حل المشاكل على تحديد مصدر المشكلة وإيجاد حلول فعالة وذلك من خلال تحليل المواقف المعقدة، وتطوير استراتيجيات للتغلب على المشاكل المطروحة. وتتضمن بعض مهارات حل المشاكل الأساسية ما يلي:
ويعد امتلاك مهارات حل المشاكل أمر هام على صعيد جميع المهن بالإضافة إلى المهارات الفنية الخاصة بالوظيفة.
على سبيل المثال، تحتاج الممرضة إلى مهارات الاستماع الفعال والتواصل النشط عند التعامل مع المرضى لكي تتمكن من تحديد مشكلاتهم وحلها ومعرفة الوقت الذي يستوجب فيه استشارة الطبيب وذلك جنبًا إلى جنب مع مهاراتها الوظيفية التي تتعلق بالأمراض والأدوية.
قد تستخدم مجموعة من المهارات المختلفة لكي تتمكن من حل مشكلة ما بشكل فعال. وفيما يلي بعض الأمثلة على مهارات حل المشاكل التي يمكنك استخدامها:
يعد البحث مهارة ضرورية عندما يتعلق الأمر بحل المشاكل. يجب أن تكون قادرًا على تحديد سبب المشكلة ومصدرها من خلال جمع معلومات حول المشكلة وتبادل الأفكار مع أعضاء الفريق أو استشارة الزملاء الأكثر خبرة أو اكتساب المعرفة من خلال البحث عبر الإنترنت.
تشمل مهارة التحليل القدرة على فهم الوضع بشكل دقيق وفهم جميع جوانب المشكلة وآثارها ودراسة أسباب حدوثها وتحديد العوامل المؤثرة فيها.
بالإضافة إلى طرح جميع الحلول الممكنة وتقييمها وتحليلها لاختيار الحل الأنسب.
مهارة صناعة القرار هي القدرة على اتخاذ قرارات موزونة ومناسبة بناءً على تحليل شامل للمعلومات المتاحة وتقييم الخيارات المختلفة.
فبمجرد الانتهاء من خطوة التحليل، يحين الوقت للمضي قدمًا واتخاذ القرار النهائي والشروع في إعداد خطة العمل بالاعتماد على هذا القرار.
التواصل
عقب التوصل إلى الحل النهائي، يجب أن تكون قادرًا على شرح تفاصيله بوضوح وآلية تنفيذه لباقي أعضاء فريقك من خلال التواصل الشفهي والكتابي والاستماع بعناية وفهم لوجهات نظر الآخرين.
يساعدك التواصل الإيجابي مع أعضاء العمل على تعزيز الثقة والاحترام بين الأعضاء وتقليل الخلافات بينهم مما يساهم في تنفيذ الحل بشكل أسرع وأكثر فعالية.
تساهم مهارة العمل الجماعي في حل المشاكل بفعالية وكفاءة أكبر.
عندما يعمل أعضاء الفريق معًا لحل المشكلات المعقدة، فإنهم يصلون لأفضل الحلول سريعًا بفضل امتلاك كل فرد لمنظوره الفريد ومهاراته الخاصة والتي تساهم في حل المشكلة.
يمكن تطبيق مهارات العمل الجماعي من خلال تحديد أدوار كل فرد في الفريق وتوزيع المهام والمسؤوليات بناءً على قدراتهم ومهاراتهم وتشجيعهم على تقديم الحلول المبتكرة والالتزام بتوجيه النقد البناء دون أحكام.
تعد مهارات حل المشاكل مهارات ناعمة وهي مهارات شخصية تساعد الموظفين على التفاعل بشكل أكثر فعالية مع الآخرين في مكان العمل. وفي ظل التطورات والتغييرات الديناميكية السريعة التي يتعرض لها سوق العمل بشكل يومي،
فقد أصبحت المهارات الناعمة أكثر قيمة من أي وقت مضى بالنسبة لأصحاب العمل وبالأخص للعاملين عن بعد حيث يريد المدراء تعيين الأفراد الذين يمكنهم اتخاذ قرارات مستنيرة تخفف من المخاطر. وفيما يلي، فوائد مهارات حل المشاكل:
أولئك الذين لديهم قدرات على حل المشكلات يمتلكون عادةً مهارات ممتازة في إدارة الوقت. حيث أن قدرتهم على إدارة وقتهم بحكمة والتركيز الشديد على الأولويات وما هو مهم للشركة تؤدي إلى اتخاذ قرارات أفضل لمصلحة العمل.
تساعد مهارات حل المشاكل في التقييم الدقيق لاحتياجات العملاء والأعمال وتساهم في تحديد الأهداف الرئيسية والتخطيط وتنفيذ الاستراتيجيات لتحقيقها على أكمل وجه. وذلك بالإضافة إلى إمكانية إدارة جميع الأقسام وتنسيق العمل فيما بينها لتلبية المتطلبات المتعددة والأهداف العامة.
يعد التفكير خارج الصندوق مهارة مهمة لحل المشاكل في مكان العمل، لأنه يسمح بالتخلص من القيود التقليدية واستكشاف الأفكار والحلول الجديدة والمبتكرة مما يؤدي إلى الوصول إلى نهج جديد ومبتكر للتعامل معها والحصول على نتائج أفضل من النتائج المتوقعة في الأصل.
تتضمن مهارات حل المشاكل القدرة على العمل تحت الضغط مثل التعامل مع المواعيد النهائية القصيرة ومتطلبات المشروع المتغيرة.
حيث تتطلب تلك القدرة الحفاظ على فعالية الأداء واتخاذ القرارات الصائبة في ظل ضغوطات متزايدة وإمكانية التعامل بشكل هادئ وفعال مع الضغوطات والتحديات واتخاذ القرارات الصائبة في ظل الضغط والمواقف الصعبة.
لا تتوقف أهمية مهارات حل المشاكل عند حل المشاكل الحالية وحسب، بل إنها تساهم في التنبؤ بالمخاطر وتوقع المشكلات المستقبلية مما يؤدي إلى مساعدة المؤسسات على التحضير بشكل أفضل للتعامل مع التحديات أو الأزمات غير المتوقعة عند حدوثها و تقليل الخسائر المحتملة وتطوير خطط الطوارئ لتخفيف تأثير تلك المخاطر.
هناك العديد من الطرق التي يمكنك استخدامها لتحسين مهاراتك في حل المشاكل. سواء كنت تبحث عن وظيفة أو تعمل بالفعل، فإن تحسين مهارات حل المشاكل والقدرات المرتبطة بها سيرفع من مستواك الوظيفي في ويجعلك مرشحًا قويًا ومطلوبًا لأي وظيفة. وفيما يلي مجموعة من النصائح لتحسين مهارات حل المشاكل خاصتك:
اكتساب المزيد من المعرفة التقنية في مجال عملك
اعتمادًا على مجال عملك، قد يكون من الأسهل حل المشكلات إذا كانت لديك معرفة تقنية عملية قوية. يمكنك اكتساب المزيد من المعرفة التقنية من خلال الدورات الدراسية الإضافية أو التدريب أو الممارسة.
البحث عن فرص لحل المشكلات
قد تكون هناك فرصًا للتطوع في مشاريع جديدة في فريقك، أو في فريق آخر في العمل. لا تتردد في اغتنام تلك الفرص فمن المرجح أن تواجه مشاكل وتحديات جديدة مع كل فرصة عمل تقابلك.
التدرب على حل المشاكل الشائعة في مجال عملك
يمكن أن تكون الممارسة أداة مفيدة عند تعلم كيفية تطوير مهارات حل المشكلات لديك. ابحث عن كتب التدريب المهني الخاصة بمجال عملك وسيناريوهات حل المشكلات عبر الإنترنت. تدرب على كيفية حل هذه المشكلات وحدد ما إذا كانت حلولك المحتملة قابلة للتطبيق. فعلى سبيل المثال، في مجال خدمة العملاء قد تجد سيناريوهات مثل التعامل مع العميل الغاضب أو كيف ترد عندما يطلب العميل استرداد أمواله؟ إن التدرب على كيفية التعامل مع هذه السيناريوهات أو غيرها من السيناريوهات الشائعة في مجال عملك يمكن أن يساعدك على حل المشاكل بشكل أسرع وأكثر فعالية.
لاحظ كيف يحل زملائك مشاكل العمل
قد يكون لديك زملاء ماهرون في حل مشاكل العمل. وبالتالي، فإن ملاحظة كيفية قيامهم بحل المشكلات يمكن أن يساعدك على تحسين مهاراتك الخاصة. وإذا أمكن، اسأل أحد زملائك الأكثر خبرة إذا كان بإمكانهم مساعدتك ومحادثاتك حول خبراتهم وتجاربهم مع حل مشاكل العمل.
اطلب المساعدة
إذا كنت تواجه صعوبة في حل مشكلة ما، فلا تخجل من طلب المساعدة فليس هناك عيب في الاعتراف بأنك تحتاج إلى المساعدة. وهناك الكثير من الأشخاص الذين يقدمون يد العون بكل سرور. لذا تواصل مع أحد زملائك المتخصصين إذا كنت بحاجة إلى بعض التوجيه.
تقسيم المشاكل الكبيرة إلى أجزاء أصغر
عندما تواجه مشكلة كبيرة، يمكن أن تكون مقعدة للغاية ولا تعرف من أين يمكنك أن تبدأ بحلها. ولكن إذا قمت بتقسيم المشكلة إلى أجزاء أصغر، فسيكون حلها أسهل بكثير.
على سبيل المثال، لنفترض أنك تحاول إنقاص وزنك وهذا هدف كبير يمكن أن تتفرع منه العديد من الأهداف الصغيرة لتبدأ منها مثل استشارة طبيب متخصص وممارسة الرياضة بانتظام. بمجرد أن يكون لديك خطة للأهداف الصغيرة، ستكون على بعد خطوة واحدة من حل المشكلة الأكبر.
كيفية إدراج مهارات حل المشاكل باحترافية في سيرتك الذاتية
يمكنك تناول مهاراتك في حل المشكلات في عدة أقسام في السيرة الذاتية مثل قسم المهارات وقسم الإنجازات وحتى قسم الخبرة. ولكن السؤال الهام الأن، هو كيفية إدراجها بشكل احترافي في تلك الأقسام؟
في قسم المهارات، بدلاً من كتابة المصطلح العام “حل المشكلات”، يمكنك إدراج مهارات تقنية محددة أو مهارات شخصية مرتبطة بحل المشكلات، مثل قدراتك البحثية حيث يمكنك كتابة “تجميع البيانات الإحصائية للتقارير والتحليلات” أو
“تحليل نتائج الأبحاث لتطوير الحلول الإبداعية”
وفي قسم الإنجازات، قم بتضمين المقاييس التي توضح مدى فعاليتك في حل المشكلات في سيرتك الذاتية. مثل تقليل شكاوى العملاء بنسبة 30% وفيما يلي أمثلة أخرى:
وإذا كنت من النوع الذي يجيد التفكير خارج الصندوق والتوصل إلى حلول إبداعية، فتأكد من ذكر ذلك. على سبيل المثال، يمكنك القول: “تم اقتراح أساليب جديدة لخدمة العملاء أدت إلى زيادة رضا العميل” أو “حولت مشروعًا فاشلًا إلى نجاح كبير بطرح فكرة لم يذكرها أحد من قبل”
إذا كنت جيدًا في التعاون مع الآخرين والعمل كجزء من فريق، فيمكنك تسليط الضوء على تلك المهارة المهمة من خلال القول مثلًا: “تسهيل اجتماعات الفريق الأسبوعية لضمان التواصل المتسق وإنجاز المهام بنجاح”
وفي الختام، تحتاج الشركات دائمًا إلى الموظفين الذين يتمتعون بمهارات تحليلية عملية للمساعدة في العثور على الحلول الإبداعية وحل مشكلات العمل بكفاءة وفاعلية. فأيًا من مهارات حل المشاكل لديك؟ وما المهارات التي تحتاج إلى العمل عليها؟ احرص على إجابة تلك الأسئلة بتمعن لتحدد خطوتك التالية في رحلة التطوير الوظيفي خاصتك.